توقعات أسعار الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD يسجل أعلى مستوياته على الإطلاق بالقرب من منطقة 2150 دولار، وماذا بعد؟

عادت أسعار الذهب إلى ما دون منطقة 2100 دولار، حيث تتماسك على الارتفاع إلى قمم قياسية جديدة عند منطقة 2144 دولار.
أدى تجدد التوترات الجيوسياسية والرهانات على خفض معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وضعف السيولة إلى تحفيز ارتفاع حاد في أسعار الذهب.
لا يزال التقاطع الذهبي يلعب دوره وسط حالة تشبع شرائي في مؤشر القوة النسبية RSI على الرسم البياني اليومي. إلى أين سوف تتجه أسعار الذهب بعد ذلك؟

تتماسك أسعار الذهب على التراجع الحاد من أعلى المستويات القياسية الجديدة عند منطقة 2144 دولار المسجلة في وقت مبكر في آسيا يوم الاثنين. عادت أسعار الذهب إلى ما دون منطقة 2100 دولار، حيث انقشع الغبار عن التقلبات الهائلة التي شهدتها أسعار الذهب في بداية أسبوع الوظائف غير الزراعية NFP في الولايات المتحدة.

تألق أسعار الذهب وسط عوامل أساسية داعمة

يمكن أن يعزى الارتفاع الأخير في أسعار الذهب إلى عوامل متعددة، حيث قام المشترون بالبناء على ارتفاع يوم الجمعة في بداية الأسبوع يوم الاثنين. استفادت أسعار الذهب من دفعة جديدة في تدفقات الملاذ الآمن، في أعقاب المخاطر الجيوسياسية الجديدة الناشئة بين اليمن والولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع. قال الجيش الأمريكي يوم الأحد إن المتمردين الحوثيين في اليمن أطلقوا صواريخ باليستية وأصابوا ثلاث سفن تجارية في البحر الأحمر. رداً على ذلك، أسقطت سفينة حربية أمريكية ثلاث طائرات بدون طيار خلال الهجوم الذي استمر لساعات.

قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي في بيان إن "هذه الهجمات تمثل تهديداً مباشراً للتجارة الدولية والأمن البحري. أضافت: "لدينا أيضا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، رغم أنه شنها الحوثيون في اليمن، فإنها تم تمكينها تماماً من قبل إيران".

تُضاف هذه التوترات إلى الصراع المستمر بالفعل بين إسرائيل وحركة حماس، حيث فشلت الهدنة يوم الجمعة بعد أن اتهمت إسرائيل حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. استأنف الجيش الإسرائيلي العمليات القتالية ضد حركة حماس، حيث استأنفت الأعمال العدائية في قطاع غزة. تُعتبر أسعار الذهب من أصول الملاذ الآمن التقليدية وتميل إلى الاستفادة من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

ومع ذلك، فشلت عملة الملاذ الآمن الأخرى، الدولار الأمريكي USD، في العثور على أي تحفيز من المخاطر الجيوسياسية الجديدة، مع تزايد الرهانات على خفض معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس / آذار، مع تسعير الأسواق لاحتمالية تصل إلى 60٪ لخفض معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس / آذار. فشلت جهود رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول يوم الجمعة للدفع ضد التوقعات بشأن حركة محورية في السياسة العام المقبل، حيث لم تتقبل الأسواق خطاب التشديد الذي قدمه وسط تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة.

قال باول في تصريحاته المعدة سلفاً لجمهور في كلية سبيلمان في أتلانتا: "سوف يكون من السابق لأوانه أن نستنتج بثقة أننا حققنا موقفاً تقييدياً كافٍ، أو التكهن بموعد تيسير السياسة". أضاف أيضاً: "نحن على استعداد لتشديد السياسة بشكل أكبر إذا أصبح من المناسب القيام بذلك".

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت ظروف السيولة الضعيفة في التداولات الآسيوية المبكرة عند الافتتاح الأسبوعي أيضًا في الارتفاع الحاد في أسعار الذهب، حيث تعتقد الأسواق أيضًا أن مثل هذه الحركة جاءت أيضًا بعد أن تم تفعيل نقاط وقف الخسارة على خلفية اختراق أعلى المستويات السابقة على الإطلاق عند منطقة 2079 دولار والحاجز النفسي عند منطقة 2100 دولار.

في الوقت نفسه، كشفت دراسة حديثة أجراها مجلس الذهب العالمي WGC أن 24% من جميع البنوك المركزية تنوي زيادة احتياطياتها من الذهب خلال الـ 12 شهرًا القادمة، حيث يزداد تشاؤمهم بشأن الدولار الأمريكي كأصل احتياطي. هذه الأخبار المشجعة تبشر بالخير أيضًا بالنسبة لأسعار الذهب.

بالمضي قدماً، يبقى أن نرى ما إذا كانت أسعار الذهب سوف تجد زخمًا جديدًا من أجل استئناف الارتفاع، حيث يمكن للدولار الأمريكي أن يتلقى دعماً من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. على الرغم من أن توقعات تيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed من المرجح أن تسيطر على معنويات المخاطرة وتقييمات الدولار الأمريكي، حيث يستعد المتداولون لصدور بيانات التوظيف الأمريكية الرئيسية المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وبالتالي، من المتوقع أن تظل أسعار الذهب تحت رحمة ديناميكيات الدولار الأمريكي وتوقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، حيث تأخذ عوائد سندات الخزانة الأمريكية استراحة من عمليات البيع الأخيرة. سوف تلعب التطورات الجيوسياسية دورًا أيضًا في دفع حركة أسعار الذهب.

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

يشير مدى الارتفاع في أسعار الذهب في وقت مبكر من يوم الاثنين إلى أن التصحيح الحاد لا يزال وشيكًا، وخاصة أن مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا لا يزال ضمن مناطق تشبع شرائي.

يمكن أن يكتسب التراجع الأخير زخمًا في حالة كسر القاع اللحظي عند منطقة 2072 دولار. يظهر الدعم القوي التالي عند الحاجز النفسي عند منطقة 2050 دولار، والتي فيما دونها يمكن إعادة فتح الباب أمام اختبار حاجز منطقة 2000 دولار.

ومع ذلك، من المرجح أن يظل أي انخفاض محدودًا ويمكن اعتباره فرصة شراء جيدة وسط وجود تقاطع ذهبي.

سجل المتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا إغلاقًا أسبوعيًا فوق المتوسط المتحرك البسيط 200 يوم، مما يؤكد نموذج تقاطع ذهبي يوم الجمعة.

هناك حاجة إلى إغلاق يومي فوق منطقة 2100 دولار من أجل بدء اتجاه صاعد مستدام نحو حاجز منطقة 2200 دولار. قبل ذلك، سوف تظهر القمة القياسية عند منطقة 2044 دولار بمثابة منطقة مقاومة قوية.
 

الأسئلة الشائعة عن الذهب

لماذا يستثمر الناس في الذهب؟

لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.

من يشتري معظم الذهب؟

البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.

كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟

يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.

على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟

يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.