توقعات أسعار الذهب: من المتوقع أن يتعرض زوج الذهب/الدولار XAU/USD لمزيد من الانخفاض في حالة فشل منطقة الدعم 2021 دولار

تختبر أسعار الذهب الدعم اليومي الهام قبل صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية يوم الخميس.
التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط وتقلص رهانات خفض معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed يدعمان الدولار الأمريكي.
شهدت أسعار الذهب اختراق زائف لنموذج مثلث متماثل، حيث تحول التحيز ضد المشترين.

تلعق أسعار الذهب جراحها حول منطقة 2025 دولار خلال التداولات الآسيوية يوم الأربعاء، بعد أن تكبدت خسائر فادحة يوم الثلاثاء، وذلك بسبب الطلب المتواصل على الدولار الأمريكي USD وسط مزيد من التصعيد في التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتقلص الرهانات على تخفيضات قوية في معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي هذا العام.

أسعار الذهب تتطلع إلى بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية من أجل إعادة تسعير توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي

وجد الدولار الأمريكي طلبًا قويًا يوم الثلاثاء، حيث ارتفع إلى أعلى مستوياته خلال أكثر من خمسة أسابيع في مقابل نظرائه الرئيسيين بالقرب من منطقة 103.40 بعد أن تلقت معنويات المخاطرة ضربة كبيرة على خلفية التقارير التي أفادت بأن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني IRGC أطلق صواريخ على أهداف بالقرب من قنصلية الولايات المتحدة في أربيل، العراق. ضرب المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران أيضاً سفينة شحن مملوكة للولايات المتحدة بصاروخ باليستي مضاد للسفن قبالة سواحل اليمن.

بالإضافة إلى ذلك، قلص المستثمرون رهاناتهم على تخفيضات قوية في معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed هذا العام، وذلك بعد خطاب المحافظ في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed كريستوفر والر الأقل تحيزاً نحو التيسير، مما يوفر دعمًا إضافيًا لعودة الدولار الأمريكي. تراجع والر عن وجهة نظره السابقة بشأن حركة تيسير محورية في السياسة، حيث أشار يوم الثلاثاء إلى أنه بينما يقترب التضخم من مستهدف البنك المركزي البالغ 2.0٪، لا ينبغي أن يتعجل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في خفض معدلات الفائدة حتى يتمكن من الحفاظ على انخفاض التضخم بشكل واضح.

خلال تداولات يوم الأربعاء حتى الآن، لا تزال حالة النفور من المخاطرة تسيطر على معنويات السوق، مما يُبقي الدولار الأمريكي مدعوماً بالقرب من أعلى مستوياته خلال عدة أسابيع. وبالتالي، لا تزال أسعار الذهب ضعيفة، حيث من المرجح أن تؤدي التوترات الجيوسياسية المستمرة في البحر الأحمر إلى إبقاء المستثمرين في حالة من التوتر، مما يدعم وضع الدولار الأمريكي كملاذ آمن.

في آخر التطورات، نفذ الجيش الأمريكي ضربات جديدة في اليمن في وقت متأخر من يوم الثلاثاء ضد صواريخ باليستية مضادة للسفن في الجزء الذي يسيطر عليه الحوثيون من البلاد، وذلك بعد أن أصاب صاروخ سفينة مملوكة لليونان في البحر الأحمر.

بالمضي قدماً، سوف يتم مراقبة بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المقرر صدورها في وقت لاحق الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش بشكل وثيق بحثًا عن تلميحات جديدة بشأن توقيت ووتيرة تخفيضات معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed. تقوم الأسواق الآن بتسعير احتمالية بنسبة 65٪ لخفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس / آذار، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، مقارنة باحتمالية بنسبة 81٪ في بداية الأسبوع.

من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة الأمريكية بنسبة 0.4% على أساس شهري في ديسمبر / كانون الأول، مقارنة مع زيادة بنسبة 0.3% في نوفمبر / تشرين الثاني. من المتوقع أن ترتفع أحجام مبيعات التجزئة، باستثناء السيارات، بنسبة 0.2% في نفس الفترة. من المرجح أن يشير تقرير ضعيف لمبيعات التجزئة الأمريكي إلى تخفيف الضغوط التضخمية، مما يعكس بدوره توقعات إجراء تخفيضات قوية في معدلات الفائدة في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، سجلت أسعار الذهب اختراقاً زائفاً لنموذج مثلث متماثل يوم الثلاثاء وأكدت في الواقع كسراً هبوطيًا من نموذج المثلث بعد إغلاق اليوم فيما دون دعم خط الاتجاه الصاعد، الذي كان يقع عند منطقة 2031 دولار.

تدخل بائعي الذهب في السوق بعد فشل المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2046 دولار في الصمود.

تتحدى أسعار الذهب دعم المتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا الهام عند منطقة 2021 دولار، في وقت كتابة هذا التقرير. الفشل في الدفاع عن هذه المنطقة الأخيرة على أساس مستدام يمكن أن يحفز عمليات بيع جديدة نحو حاجز منطقة 2000 دولار.

قبل ذلك، يمكن أن يوفر حاجز منطقة 2010 دولار بعض الدعم المؤقت لمشتري الذهب.

تحول مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا إلى الحالة الهبوطية، حيث انخفض بشكل أكبر فيما دون خط المنتصف.

أي ارتداد في أسعار الذهب سوف يحتاج إلى قبول فوق دعم نموذج المثلث الذي تحول الآن إلى مقاومة عند منطقة 2033 دولار. يقع الحاجز القوي التالي في الاتجاه الصاعد عند منطقة 2046 دولار، والتي تمثل منطقة التقاء المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا ومقاومة نموذج المثلث.

سوف تظهر فرص شراء جديدة فوق هذه المنطقة الأخيرة، مما سوف يسمح لأسعار الذهب بإعادة اختبار الحاجز النفسي عند منطقة 2050 دولار.
 

الأسئلة الشائعة عن الذهب

لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
 
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
 
من يشتري معظم الذهب؟
 
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
 
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
 
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
 
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
 
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.