تتماسك أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق عند منطقة 2152 دولار في وقت مبكر من يوم الخميس.
يلعق الدولار جراحه مع عوائد سندات الخزانة، حيث تتطلع الأسواق إلى المزيد من باول وبيانات الوظائف الأمريكية.
تستمر حالة التشبع الشرائي على مؤشر القوة النسبية RSI على الرسم البياني اليومي في استدعاء توخي الحذر لمشتري الذهب.
تستقر أسعار الذهب عند أعلى المستويات على الإطلاق بالقرب من منطقة 2150 دولار، في انتظار محفزات جديدة من أجل الزخم الاتجاهي التالي. يحافظ مشتري الذهب على السيطرة وسط ضعف مستدام في الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، في مواجهة زيادة الرهانات على خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي في يونيو/حزيران.
توقف ارتفاع أسعار الذهب في انتظار المزيد من جيروم باول
ظل الدولار الأمريكي تحت الضغط إلى جانب عوائد سندات الخزانة الأمريكية يوم الأربعاء، بعد صدور بيانات التغير في التوظيف ADP المتشائمة وتقرير JOLTS للوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة.
أضاف القطاع الخاص الأمريكي 140 ألف وظيفة في فبراير/شباط، بزيادة من 111 ألف وظيفة معدلة بالزيادة في يناير/كانون الثاني ولكن أقل قليلاً من الإضافات المتوقعة البالغة 150 ألف وظيفة، كما ذكر تقرير ADP يوم الأربعاء.
بلغ عدد الوظائف الشاغرة في آخر يوم عمل من شهر يناير/كانون الثاني 8.86 مليوناً، كما أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي BLS في مسح فرص العمل ودوران العمالة JOLTS يوم الأربعاء. جاءت البيانات في أعقاب فرص عمل عند 8.88 مليوناً (معدلة من 9.02 مليوناً) في ديسمبر/كانون الأول وجاءت أقل بقليل من توقعات السوق البالغة 8.9 مليوناً.
انخفض الدولار بشكل أكبر بعد شهادة رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي جيروم باول أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب. قال باول إن تخفيضات معدلات الفائدة لا تزال مرجحة خلال الأشهر المقبلة إذا كانوا أكثر ثقة في وجود دليل إضافي على انخفاض التضخم.
أكدت اللهجة الضعيفة من رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed باول توقعات السوق بشأن إجراء حركة محورية في سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في النصف الثاني من هذا العام. تقوم الأسواق حاليًا بتسعير احتمالية بنحو 70٪ بأن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في تيسير معدلات الفائدة في يونيو/حزيران، وهي احتمالية أعلى قليلاً من احتمالية بنسبة 63٪ منذ يوم واحد، وفقًا لأداة FedWatch من مجموعة CME.
ساعد تباطؤ أوضاع سوق العمل الأمريكية جنبًا إلى جنب مع تعليقات باول أسعار الذهب على تسجيل أعلى مستوياتها الجديدة على الإطلاق، على الرغم من أنه كان مجرد ارتفاع طفيف.
ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت أسعار الذهب سوف تمدد الارتفاع بشكل أكبر نحو حاجز منطقة 2200 دولار، حيث يمكن أن يلجأ المستثمرون إلى عمليات جني الأرباح بعد الارتفاع الأخير وقبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP الهامة للغاية من الولايات المتحدة يوم الجمعة، والتي يمكن أن تؤكد توقيت خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في وقت مبكر من يونيو/حزيران.
سوف ينصب التركيز أيضًا على اليوم الثاني من شهادة باول أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ في وقت لاحق من اليوم. سوف توفر بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة أيضًا إشارات جديدة لسوق العمل في البلاد، مما يؤثر على قيمة الدولار الأمريكي وأسعار الذهب.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، تظل أسعار الذهب صامدة بالقرب من منطقة 2150 دولار، حيث تتماسك على الارتفاع الأخير إلى قمم قياسية.
تستمر حالة التشبع الشرائي على مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا في استدعاء توخي الحذر لمشتري الذهب.
في حالة حدوث تصحيح، يمكن أن تجد أسعار الذهب دعمًا فوريًا عند منطقة 2124 دولار، والتي تمثل أدنى مستويات اليوم السابق.
يظهر الدعم التالي بالقرب من منطقة 2111 دولار، والتي تمثل منطقة التقاء أدنى مستويات يوم الثلاثاء ومستويات تصحيح فيبوناتشي 23.6٪ للارتفاع الأخير من أدنى مستويات 14 فبراير/شباط عند منطقة 1984 دولار إلى أعلى المستويات على الإطلاق عند منطقة 2152 دولار.
الكسر المستدام إلى ما دون هذه المنطقة يمكن أن يساعد بائعي الذهب على استعراض عضلاتهم والانخفاض نحو حاجز منطقة 2100 دولار.
ومع ذلك، فإن أي تراجع في أسعار الذهب يمكن اعتباره فرصة جيدة لشراء الانخفاضات، حيث لا يزال تأثير التقاطع الصعودي بين المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا والمتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا قائماً.
يحتاج مشتري الذهب إلى اختراق القمة القياسية الجديدة عند منطقة 2152 دولار على أساس مستدام من أجل إطلاق العنان لتسجيل مزيد من الارتفاع نحو حاجز منطقة 2200 دولار. قبل ذلك، يمكن أن تتحدى منطقة المقاومة 2180 دولار الالتزامات الهبوطية.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.