تتماسك أسعار الذهب على الارتداد فيما دون منطقة 2400 دولار وسط حالة نفور من المخاطرة.
يرتفع الدولار على خلفية بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية القوية على الرغم من تخفيف التوترات في الشرق الأوسط.
الاحتمالية الصعودية لا تزال قائمة في أسعار الذهب على خلفية إعدادات فنية مواتية على إطار 4 ساعات.
تكتسب أسعار الذهب قوة من أجل تمديد الارتفاع السابق فوق منطقة 2400 دولار خلال التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء. لا تزال أسعار الذهب مدعومة من تراجع طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أعلى المستويات خلال عدة أشهر حتى مع رؤية ارتفاع جديد في الدولار الأمريكي وسط حالة نفور واسعة النطاق من المخاطرة.
أسعار الذهب تنتظر خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed باول
يتم تداول الأسواق الآسيوية في بحر من اللون الأحمر، حيث يدرس المتداولون احتمالية تأجيل تخفيض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية القوية يوم الثلاثاء. ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% الشهر الماضي وتم تعديل بيانات فبراير/شباط بالارتفاع لتُظهر انتعاش المبيعات بنسبة 0.9% بدلاً من 0.6% سابقًا. كانت توقعات السوق تشير إلى زيادة بنسبة 0.3%.
ارتفعت فرص حفاظ البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed على معدلات الفائدة مستقرة في شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول فوق 50٪ بعد صدور البيانات، مما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى جانب عوائد سندات الخزانة الأمريكية بينما تحطمت الأسهم في وول ستريت. امتدت حالة النفور من المخاطرة إلى آسيا لتدعم الارتفاع الأخير في الدولار الأمريكي في مقابل نظرائه الرئيسيين. يتحدى مؤشر الدولار الأمريكي DXY أعلى مستوياته خلال خمسة أشهر بالقرب من منطقة 106.40، في وقت كتابة هذا التقرير.
أضافت بيانات الناتج المحلي الإجمالي GDP وبيانات النشاط المتباينة في الصين أيضاً إلى نغمة المخاطرة المتشائمة، مما عزز الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن. نما الاقتصاد الصيني بنسبة 5.3% في الربع الأول من عام 2024، متجاوزًا التقديرات التي أشارت إلى نمو بنسبة 5.0%. على الرغم من ذلك، جاءت مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي لشهر مارس/آذار أقل من التوقعات. تستمر الصعوبات في سوق العقارات في الصين، حيث انخفضت مبيعات المنازل الجديدة في الربع الأول بنحو 31% خلال العام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعليقات التي تميل نحو التشديد من جانب رئيسة فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سان فرانسيسكو، ماري دالي، عززت الدولار. قالت دالي فيما يتعلق بتخفيضات معدلات الفائدة: "إن أسوأ ما يمكن فعله هو التحرك بشكل عاجل عندما لا يكون الاستعجال ضرورياً".
ومع ذلك، يبدو أن أسعار الذهب مرنة أمام ارتفاع الدولار الأمريكي، وذلك بمساعدة من تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أعلى مستوياتها خلال عدة أشهر. فشل تخفيف التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران أيضاً في ردع مشتري الذهب، حيث ينتظرون في حالة ترقب قبل الارتفاع التالي.
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لنظيره الصيني في مكالمة هاتفية في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، إن "إيران مستعدة لممارسة ضبط النفس وليس لديها أي نية لمزيد من التصعيد في الموقف".
ومع ذلك، يحافظ المستثمرون على موقف حذر، حيث لا يمكن استبعاد تجدد الصراع بين إسرائيل وإيران. لا يزال الحدث التالي الهام بالنسبة لمتداولي الذهب هو خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول وخطابات عدد قليل من صُناع السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، حيث أن الأجندة الاقتصادية الأمريكية بسيطة نسبيًا هذا الثلاثاء.
سوف يتم متابعة التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بشكل وثيق من أجل الحصول على محفزات جديدة على التداول في أسعار الذهب.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني على إطار 4 ساعات
كما هو موضح على الرسم البياني لإطار 4 ساعات، تصمد أسعار الذهب بشكل مريح فوق المتوسط المتحرك البسيط 21 عند منطقة 2363 دولار، بعد استعادة هذا الحاجز خلال تداولات أمريكا الشمالية يوم الاثنين.
يشير مؤشر القوة النسبية RSI نحو الارتفاع بينما يتحرك فوق مستويات 50، حيث يتداول حاليًا بالقرب من مستويات 61.0، مما يبرر الحركة الصاعدة الأخيرة.
إذا اكتسب زخم الشراء قوة، فسوف تظهر مقاومة فورية عند حاجز منطقة 2400 دولار، والتي فيما فوقها سوف يتم إعادة اختبار القمة القياسية عند منطقة 2432 دولار.
بالنسبة للاتجاه الهابط، إذا كسرت أسعار الذهب دعم المتوسط المتحرك البسيط 21 عند منطقة 2363 دولار مرة أخرى، فإن المتوسط المتحرك البسيط 100 عند منطقة 2,340 دولار سوف ينقذ مشتري الذهب.
في حالة تسجيل مزيد من الانخفاض، يمكن اختبار أدنى مستويات الأسبوع الماضي عند منطقة 2319 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.