تحوم أسعار الذهب حول منطقة 2300 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث لا تزال معرضة للانخفاض.
يصمد الدولار الأمريكي راسخاً إلى جانب عوائد سندات الخزانة، بعد صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP الأمريكية القوية.
تميل الإعدادات الفنية اليومية في أسعار الذهب لصالح البائعين، ولكن منطقة الدعم 2277 دولار تحمل المفتاح.
ارتدت أسعار الذهب من أدنى مستوياتها خلال أربعة أسابيع، ولكنها تتداول على تحيز هبوطي طفيف في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تقاتل منطقة 2300 دولار. أوقف الدولار الأمريكي اتجاهه الصاعد مؤقتًا وسط تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وذلك بسبب موجة النفور من المخاطرة.
تماسك أسعار الذهب على الانخفاض، في انتظار نتائج مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي والبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
حاولت أسعار الذهب تسجيل ارتداد القط الميت يوم الإثنين، وذلك بمساعدة من تراجع الدولار الأمريكي في مقابل نظرائه الرئيسيين، مع تحسن نغمة المخاطرة في الجزء الأخير من اليوم. شهدت الأسهم الأمريكية إغلاقاً إيجابياً بعد يوم من اليأس في أوروبا بسبب التوترات السياسية المتجددة.
في النصف الأول من تداولات يوم الاثنين، تماسكت أسعار الذهب بالقرب من أدنى مستوياتها خلال أربعة أسابيع عند منطقة 2287 دولار بعد أن تلقى الدولار الأمريكي دفعة مزدوجة، حيث قدمت عمليات بيع زوج يورو/دولار EUR/USD دفعة صاعدة جديدة بينما ساعدت حالة النفور من المخاطرة على نطاق واسع أيضًا الدولار الأمريكي كملاذ آمن.
تم بيع اليورو وسط تصاعد التوترات السياسية في منطقة اليورو، وخاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إجراء انتخابات مبكرة يوم الأحد، حيث حل البرلمان بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن تحالفه تعرض لهزيمة ثقيلة في الانتخابات الأوروبية أمام حزب التجمع الوطني RN اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.
بالإضافة إلى ذلك، تحملت أسعار الذهب العبء الأكبر من بيانات التوظيف الأمريكية القوية التي نُشرت يوم الجمعة، والتي أظهرت زيادة الوظائف غير الزراعية NFP بمقدار 272 ألف وظيفة الشهر الماضي، في مقابل زيادة الوظائف البالغة 185 ألف المتوقعة. ارتفع متوسط الأجور في الساعة، وهو مقياس لتضخم الأجور، بنسبة 4.1٪ في نفس الفترة مقارنة بزيادة قدرها 4٪ في أبريل/نيسان، متجاوزًا التوقعات بنمو بنسبة 3.9٪.
أظهرت أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME يوم الثلاثاء أن الأسواق تقوم الآن بتسعير احتمالية بنسبة 46% بأن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي بخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، ارتفاعاً بشكل طفيف من 43% التي شوهدت بعد صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP.
تتجه جميع الأنظار الآن نحو الأحداث الكبرى ليوم الأربعاء - بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي وإعلانات سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، والتي سوف تؤثر بشكل كبير على قيمة الدولار الأمريكي وتحدد الحركة الاتجاهية التالية في أسعار الذهب.
في الوقت نفسه، فشلت أسعار الذهب في الاستفادة من استمرار مزاج الرغبة في المخاطرة بعد إعادة افتتاح أسواق الأسهم في الصين وهونج كونج يوم الثلاثاء في عمق المنطقة الحمراء، حيث يواكب حالة عدم اليقين السياسي في الاتحاد الأوروبي.
يبقى أن نرى إلى أي مدى يمكن لأسعار الذهب أن تمدد الضعف الناجم عن رهانات تأخير خفض معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وتعليق الصين مشترياتها من احتياطيات الذهب بعد فترة ممتدة استمرت 18 شهرًا.
قال ديفيد تيت الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي WGC لوكالة رويترز على هامش مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للمعادن النفيسة في سنغافورة: "بيانات الصين أظهرت توقفاً مؤقتاً. (لكنهم) ينتظرون ويراقبون فقط. إذا سجلت الأسعار تصحيحاً إلى منطقة 2200 دولار للأونصة، فإنهم سوف يستأنفون العمل مرة أخرى."
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، تمدد أسعار الذهب مرحلة التماسك الهبوطي بعد انهيار نموذج الوتد الصاعد.
لا تزال أسعار الذهب عرضة لمزيد من المخاطر الهبوطية في حالة تسجيل كسر قوي لأدنى مستويات 3 مايو/أيار عند منطقة 2277 دولار.
مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا يشير نحو الانخفاض فيما دون مستويات 50، بالقرب من مستويات 44، مما يشير إلى أن هناك مزيد من الانخفاض في أسعار الذهب في المستقبل القريب.
الدعم التالي الملحوظ يظهر عند الحاجز النفسي لمنطقة 2250 دولار، والتي فيما دونها سوف يكون اختبار المتوسط المتحرك البسيط 100 يوم عند منطقة 2217 دولار أمرًا لا مفر منه.
بدلاً من ذلك، سوف يحتاج أي ارتداد في أسعار الذهب إلى القبول فوق دعم المتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا الذي تحول إلى مقاومة عند منطقة 2344 دولار. في حالة تسجيل مزيد من الارتفاع، فإن استعادة المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2355 دولار سوف يكون أمرًا حاسماً من أجل إزالة التحيز الهبوطي على المدى القريب.
سوف يقوم مشتري الذهب بعد ذلك باستعراض عضلاتهم نحو أعلى مستويات 24 مايو/أيار عند منطقة 2364 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.