- استقر الذهب فوق مستوى 2500 دولار بعد اختبار هذا المستوى في وقت سابق من الأسبوع.
- تظهر التوقعات الفنية أن التحيز الصعودي لزوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD لم يتغير على المدى القصير.
- يمكن أن تؤدي إصدارات البيانات الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك الوظائف غير الزراعية، إلى التحرك الكبير التالي في الذهب.
بعد بداية هادئة للأسبوع، انخفض الذهب (زوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD) لفترة وجيزة إلى ما دون المستوى السعري 2500 دولار على خلفية انتعاش واسع النطاق في الدولار الأمريكي. على الرغم من أن المعدن الثمين كافح لاكتساب الزخم الصعودي، إلا أنه تمكن من الاستقرار فوق 2500 دولار قبل صدور بيانات الاقتصاد الكلي الرئيسية المقررة الأسبوع المقبل من الولايات المتحدة.
الذهب لا يزال على مسافة قريبة من أعلى مستوياته على الإطلاق
بعد إنهاء الأسبوع السابق في حالة صعودية بشأن تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التيسيرية في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، سجل الذهب مكاسب صغيرة يومي الاثنين والثلاثاء. مع ذلك وفي ظل غياب المحركات الأساسية، ظل الاتجاه الصعودي للمعدن الأصفر محدودًا.
تسببت قوة الدولار الأمريكي المتجددة في تحول الذهب هبوطًا في منتصف الأسبوع. ساعد التحول السلبي الذي شوهد في معنويات المخاطرة في الأسواق في انتظار صدور الأرباح الفصلية لمجموعة إنفيديا Nvidia الدولار الأمريكي في العثور على الطلب كملاذ آمن، مما أدى إلى تراجع زوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD قليلاً عن المستوى السعري 2500 دولار. ومع ذلك، حقق الزوج انتعاشًا في وقت متأخر من الجلسة الأمريكية وأغلق اليوم فوق هذا المستوى.
ساعدت بيانات الاقتصاد الكلي المتفائلة من الولايات المتحدة الدولار الأمريكي على الصمود يوم الخميس. أعلن مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي (BEA) أنه قام بمراجعة نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للربع الثاني صعودًا إلى 3٪ من 2.8٪ في التقدير السابق. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك 231 ألف مطالبة لأول مرة للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع المنتهي في 24 أغسطس/آب، بانخفاض طفيف عن 233 ألفًا في الأسبوع السابق، حسبما ذكرت وزارة العمل. ظل بائعو الذهب الفنيين خارج السوق؛ إذ أثبت المستوى 2500 دولار أنه دعم قوي، مما سمح لزوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD بتجاهل الانتعاش المستمر للدولار الأمريكي.
وفي الوقت نفسه، تسببت بيانات التضخم الضعيفة الصادرة عن ألمانيا في إضعاف اليورو (EUR) مقابل منافسيه يوم الخميس. ارتفع زوج الذهب/اليورو XAU/EUR بنسبة بلغت ما يزيد عن 1٪ في نفس اليوم، مما يشير إلى أن الذهب استحوذ على تدفقات رأس المال الخارجة من اليورو.
ظل التضخم في الولايات المتحدة، مقاسًا بالتغير في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، ثابتًا عند 2.5٪ على أساس سنوي في يوليو/تموز، وفقا لما ذكره مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي (BEA) يوم الجمعة. وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 2.6٪ في نفس الفترة، مطابقًا للارتفاع المسجل في يونيو/حزيران وجاء أقل من توقعات السوق البالغة 2.7٪. ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 0.2٪ على أساس شهري كما كان متوقعًا. فشلت هذه الأرقام في التأثير على حركة التداول وظل الذهب ضمن نطاق تداوله اليومي فوق 2500 دولار متجهًا إلى عطلة نهاية الأسبوع.
مستثمرو الذهب ينتظرون صدور بيانات سوق العمل الأمريكية
ستظل الأسواق المالية في الولايات المتحدة مغلقة احتفالاً بعطلة عيد العمال يوم الاثنين. يوم الثلاثاء، سيصدر مؤشر ISM لمديري المشتريات التصنيعي (PMI) لشهر أغسطس/آب على أجندة الاقتصاد الأمريكي. يتوقع المستثمرون أن يرتفع مؤشر مديري المشتريات العام إلى 47.8 من 46.8 في يوليو/تموز. يمكن أن تقدم القراءة فوق 50 - والتي تشير إلى أن النشاط التجاري في قطاع التصنيع تعافى عائدًا مرة أخرى إلى منطقة التوسع - حافزًا للدولار الأمريكي في رد فعل السوق الفوري، وتضع ضغوطًا على زوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD.
يوم الخميس، سيراقب المستثمرون إصدارات بيانات ADP للتغير في التوظئف ومؤشر ISM لمديري المشتريات الخدمي من الولايات المتحدة للحصول على زخم جديد. من المرجح أن يكون رد فعل السوق على هذه البيانات مباشرًا وقصير الأجل، حيث ستؤدي المفاجآت الإيجابية إلى تقديم الدعم الدولار الأمريكي وستؤدي القراءات السلبية إلى الضغط على العملة، قبل صدور تقرير الوظائف المرتقب يوم الجمعة لشهر أغسطس/آب.
من المتوقع أن ترتفع الوظائف غير الزراعية (NFP) في الولايات المتحدة بمقدار 163000 في أغسطس/آب بعد الزيادة المخيبة للآمال في يوليو/تموز والتي بلغت 114000. من المتوقع أن ينخفض معدل البطالة إلى 4.2٪ من 4.3٪ ومن المتوقع أن يرتفع تضخم الأجور الشهرية، مقاسًا بالتغير في متوسط الدخل في الساعة، بنسبة 0.3٪.
أثناء حديثه في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول إنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لدعم قوة سوق العمل، مع إحراز مزيد من التقدم نحو استقرار الأسعار. وذكرت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي في وقت سابق من الأسبوع.: "بالمثل، نريد أن يظل سوق العمل على حالته الحالية، ونحتاج إلى تعديل معدلات الفائدة لإبقائه هناك".
أوضح صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي في أعقاب اجتماع السياسة في يوليو/تموز أنهم يحولون تركيزهم إلى سوق العمل بسبب العلامات المتزايدة على تدهور ظروفه. وبالتالي فإن حتى الانحراف الطفيف عن إجماع السوق في قراءة الوظائف غير الزراعية قد يؤدي إلى رد فعل كبير في الذهب. قد تتسبب القراءة الأفضل من المتوقع في امتناع المستثمرين عن تسعير تيسير قوي للسياسة النقدية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي وتغذية انتعاش قوي في الدولار الأمريكي، مما يثقل كاهل الذهب. وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME لمراقبة الاحتياطي الفيدرالي، تتوقع الأسواق حاليًا احتمالًا بنسبة 70٪ تقريبًا لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بإجمالي 100 نقطة أساس على الأقل بحلول نهاية العام. من ناحية أخرى، قد تفتح القراءة الضعيفة الثانية على التوالي للوظائف غير الزراعية الباب أمام انخفاض آخر في عوائد سندات الخزانة الأمريكية والدولار الأمريكي، مما يسمح لزوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD بالارتفاع قبل نهاية الأسبوع.
قال كارستن فريتش، استراتيجي السلع لدى كومرتس بنك، في تقرير نُشر مؤخرًا بأن الذهب ليس لديه إمكانات صعودية كبيرة على المدى القريب:
"وفقًا لبلومبرج، ارتفعت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب بمقدار 15 طنًا الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياته في ستة أشهر. وكانت رغبة المضاربة قوية بشكل خاص. ارتفع صافي مراكز الشراء للمستثمرين المضاربين إلى نحو 193000 عقد في الأسبوع المنتهي في 20 أغسطس/آب، في نفس الوقت الذي بلغ فيه الذهب أعلى مستوياته على الإطلاق، وهو أعلى مستوى له في ما يقرب من أربع سنوات ونصف."
وأضاف: "لذلك فإن الكثير من الأخبار الإيجابية للذهب ربما تم احتسابها بالفعل. ونحن نشعر بأن وجهة نظرنا صحيحة بأن الذهب لا يتمتع بإمكانات كبيرة للصعود في الوقت الحالي. ونرى المزيد من المجال للمعادن الثمينة الثلاثة الأخرى التي لم تلحق بالذهب في الأسابيع الأخيرة."
للمزيد من الأحداث، اطّلع على أجندة FXStreet الاقتصادية
التوقعات الفنية للذهب
تشير التوقعات الفنية للذهب على المدى القصير إلى أن التحيز الصعودي لا يزال سليمًا. يظل مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني اليومي بالقرب من مستويات 60 ويستمر زوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD في التداول ضمن النطاق العلوي لقناة التحيز الصاعد القادمة من منتصف فبراير/شباط.
يقع الدعم الفوري في منطقة 2500 - 2490 دولارًا أمريكيًا (المستوى النفسي، نقطة منتصف قناة الميل الصاعد) قبل 2475 دولارًا، حيث يوجد المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 فترة. قد يؤدي الإغلاق اليومي دون المستوى الأخير إلى فتح الباب أمام تراجع ممتد نحو 2420 دولار (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يوما).
على الجانب الصاعد، يبدو أن المقاومة الثابتة قد تشكلت عند 2530 دولارًا. بمجرد أن يرتفع الذهب فوق هذا المستوى ويؤكده كمستوى دعم، فقد يستهدف الحد العلوي للقناة الصاعدة عند 2600 دولار.