تحولت أسعار الذهب إلى الحالة الإيجابية في وقت مبكر من يوم الخميس، حيث تكسر سلسلة خسائر استمرت ستة أيام.
يسجل الدولار الأمريكي تصحيحاً مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed المتباينة، قبل صدور بيانات مبيعات التجزئة.
لا تزال أسعار الذهب تتبع نهج تداول "بيع الارتداد"، حيث أن الإعدادات الفنية لصالح البائعين.
تقوم أسعار الذهب بالبناء على ارتداد يوم الأربعاء من أدنى المستويات خلال شهرين عند منطقة 1984 دولار في وقت مبكر من يوم الخميس، حيث يستأنف الدولار الأمريكي USD التصحيح جنبًا إلى جنب مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
يمكن أن تجد أسعار الذهب دعمًا جديدًا من بيانات ضعيفة من مبيعات التجزئة الأمريكية
لا يزال مزاج السوق متبايناً خلال تداولات هذا الخميس حتى الآن، حيث يقوم المستثمرون بتقييم الرسائل المتضاربة من صناع السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي وتأثيراتها على تسعير حركة التيسير المحورية في السياسة هذا العام.
حالة عدم اليقين بشأن توقيت تخفيضات معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، في أعقاب بيانات الوظائف غير الزراعية NFP القوية ومؤشر أسعار المستهلك CPI القوي لشهر يناير/كانون الثاني في الولايات المتحدة، تحافظ على الوضع التصحيحي قائماً في الدولار الأمريكي، وكذلك عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
قال نائب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed للرقابة، مايكل بار، يوم الأربعاء، إن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed لا يزال واثقًا، ولكن أرقام مؤشر أسعار المستهلك CPI لشهر يناير/كانون الثاني تُظهر أن مسار الولايات المتحدة للعودة إلى التضخم عند 2٪ "قد يكون مساراً وعرًا".
قال بار إنه يؤيد بالكامل ما أسماه النهج الحذر في دراسة تطبيع السياسة في ظل الظروف الحالية.
في الوقت نفسه، لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق وسط مخاوف جديدة بشأن التوقعات الاقتصادية اليابانية، بعد أن انزلقت اليابان بشكل غير متوقع إلى الركود بعد أن سجلت ربعين متتاليين من النمو السلبي.
من المرجح أن تدعم المخاوف من الركود أسعار الذهب كملاذ آمن تقليدي. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوقعات بانخفاض بنسبة 0.1% في مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يناير/كانون الثاني تساعد أيضًا أسعار الذهب على استعادة بعض قوتها. يمكن أن تشير بيانات مخيبة للآمال من مبيعات التجزئة الأمريكية إلى ضعف طلب المستهلك وإحياء توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.
تقوم الأسواق حاليًا بتسعير عدم خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس/آذار وفرصة أقل من 50٪ للتيسير في مايو/أيار. احتمالات إجراء حركة محورية من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed تظهر الآن في اجتماع يونيو/حزيران.
بصرف النظر عن إصدار بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، سوف يظل التركيز منصباً أيضًا على مطالبات البطالة وخطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed من أجل الحصول على إشارات جديدة بشأن توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، مما سوف يؤثر في نهاية المطاف على أسعار الذهب المقوم بالدولار الأمريكي.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، أغلقت أسعار الذهب يوم الأربعاء فيما دون المتوسط المتحرك البسيط 100 يوم عند منطقة 1993 دولار، مما يفتح الباب أمام تسجيل مزيد من الانخفاض.
يحاول مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا الارتداد ولكنه لا يزال فيما دون خط المنتصف، مما يشير إلى أن أي ارتداد في أسعار الذهب قد يكون مؤقتًا على الأرجح.
في الوقت نفسه، فإن التقاطع الهبوطي بين المتوسطات المتحركة البسيطة 21 يومًا و50 يومًا، الذي تم تأكيده خلال الأسبوع الماضي، لا يزال قائماً في المشهد أيضاً، مما يدعم بائعي الذهب.
على خلفية هذه المؤشرات الفنية الهبوطية، من المتوقع أن يتتبع أي ارتفاع تصحيحي في أسعار الذهب نهج تداول "بيع الارتداد" على المدى القريب.
تظهر مستويات الدعم الرئيسية الآن عند أدنى مستويات 13 ديسمبر/كانون الأول عند منطقة 1973 دولار والمتوسط المتحرك البسيط 200 يوم الأفقي عند منطقة 1966 دولار. الحركة المستدامة فيما دون هذه المنطقة الأخيرة سوف تُعرض الحاجز النفسي عند منطقة 1950 دولار للخطر.
في الاتجاه المعاكس، إذا تمكنت أسعار الذهب من استعادة دعم المتوسط المتحرك البسيط 100 يوم الذي تحول إلى مقاومة عند منطقة 1993 دولار على أساس الإغلاق اليومي، فلا يمكن استبعاد تسجيل ارتداد جديد نحو المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2024 دولار.
قبل ذلك، تحتاج أسعار الذهب إلى الصمود بشكل قوي فوق حاجز منطقة 2000 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.