تمدد أسعار الذهب التصحيح من أعلى مستوياتها على الإطلاق عند منطقة 2484 دولار، حيث تقلص المكاسب الأسبوعية في وقت مبكر من يوم الجمعة.
يرتد الدولار الأمريكي بقوة مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط حالة نفور من المخاطرة وعدم اليقين بشأن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.
لا يزال مشتري الذهب متفائلين، حيث لا يزال مؤشر القوة النسبية RSI اليومي صامداً فوق مستويات 50، فهل سوف يتم تتبع نهج "شراء الانخفاضات"؟
تشهد أسعار الذهب انخفاضًا تصحيحيًا لمدة ثلاثة أيام من القمم القياسية عند منطقة 2484 دولار يوم الجمعة، حيث تقلص المكاسب الأسبوعية وسط ارتداد قوي في الدولار الأمريكي USD جنبًا إلى جنب مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
تماسك أسعار الذهب على المكاسب الأسبوعية قبل تقديم مزيد من الخطابات من جانب مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
شهد الدولار الأمريكي عودة دراماتيكية في النصف الثاني من تداولات يوم الخميس بعد أن سيطرت حالة نفور من المخاطرة على الأسواق، حيث ظل المتداولون في وول ستريت حذرين، وابتعدوا عن أسهم الشركات الضخمة باهظة الثمن وسط موسم أرباح الربع الثاني.
أدى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى جانب حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي سوف يتجه إلى خفض آخر في معدلات الفائدة بعد خفض معدلات الفائدة في سبتمبر/أيلول إلى الضغط على معنويات السوق، مما أدى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية على مختلف الآجال. هذا بدوره دفع الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته خلال أربعة أشهر في مقابل العملات الرئيسية المناظرة.
تقوم الأسواق بتسعير كامل لخفض معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سبتمبر/أيلول، بينما من المرجح أيضًا إجراء تخفيض آخر في ديسمبر/كانون الأول، وفقًا لأداة FedWAtch التابعة لمجموعة CME.
شاركت رئيسة فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سان فرانسيسكو، ماري دالي، في "دردشة جانبية" في مؤتمر في وقت متأخر من يوم الخميس، مشيرة إلى أنها تبحث عن مزيد من الثقة في أن التضخم يعود إلى مستهدف البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed البالغ 2٪ قبل الدعوة إلى خفض معدلات الفائدة.
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات يوم الخميس أن مطالبات البطالة الأمريكية ارتفعت إلى أعلى مستوياتها خلال ما يقرب من عام لتصل إلى 243 ألف معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 13 يوليو/تموز. من ناحية أخرى، قفز مؤشر التصنيع من البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في فيلادلفيا من 1.3 في يونيو/حزيران إلى مستوى مثير للإعجاب عند 13.9 في يوليو/تموز، مسجلاً أعلى مستوياته منذ أبريل/نيسان وأعلى بكثير من التوقعات البالغة 2.9. أثارت البيانات الاقتصادية الأمريكية المتباينة، جنبًا إلى جنب مع تعليقات البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الحذرة، مخاوف بشأن نطاق تخفيضات معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed هذا العام.
بالمضي قدماً، سوف تظل كل الأنظار منصبة على خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، حيث يدخل البنك المركزي الأمريكي "فترة التعتيم" يوم السبت قبل اجتماع السياسة يومي 30 و31 يوليو/تموز. من المقرر أن يتحدث صانعي السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جون ويليامز ورافائيل بوستيك في وقت لاحق من الجلسة الأمريكية يوم الجمعة.
أيضًا، سوف يظل متداولي الذهب حذرين، حيث سوف يستمر تأثير تدفقات نهاية الأسبوع وتعديلات مراكز التداول قبل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي GDP الأمريكي الأولية للربع الثاني خلال الأسبوع القادم.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
على الرغم من التراجع الأخير، لا يزال التحيز الصعودي في أسعار الذهب قائمًا طالما يظل مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا فوق مستويات 50. المؤشر حاليا عند مستويات 60
يستمر أيضًا تقاطع الأسبوع الماضي الصعودي بين المتوسطات المتحركة البسيطة 21 يوماً و 50 يوماً في التحيز لصالح مشتري الذهب.
يظهر الدعم الفوري في أسعار الذهب عند أعلى مستويات الأسبوع السابق عند منطقة 2425 دولار. يمكن أن يؤدي التحرك المستدام فيما دون هذه المنطقة إلى تكثيف الانخفاض نحو المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2373 دولار.
قبل ذلك، يمكن أن يظهر حاجز منطقة 2400 دولار في المشهد.
على الجانب الآخر، إذا استأنفت أسعار الذهب الاتجاه الصاعد، فسوف يتم اختبار القمة القياسية السابقة عند منطقة 2450 دولار، والتي فيما فوقها سوف يتم تحدي أعلى المستويات الجديدة على الإطلاق عند منطقة 2484 دولار، في الطريق إلى حاجز منطقة 2500 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.