تتحول أسعار الذهب إلى الإيجابية طالما تتداول فوق منطقة 2500 دولار، مع ظهور بيانات مؤشر أسعار المنتجين PPI ومطالبات البطالة في الولايات المتحدة في الأفق.
يحافظ الدولار الأمريكي على الارتداد إلى جانب عوائد سندات الخزانة على خلفية تلاشي رهانات خفض معدلات الفائدة بشكل كبير من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.
يبدو أن أسعار الذهب مستعدة لاختراق النطاق السعري، مع بقاء المشترين متفائلين على خلفية مؤشر القوة النسبية RSI الصعودي.
تحاول أسعار الذهب تسجيل ارتداد طفيف في وقت مبكر من يوم الخميس، حيث يظل المشترون متفائلين فوق منطقة 2500 دولار. مع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي، يتحول التركيز الآن نحو مؤشر أسعار المنتجين PPI وبيانات مطالبات البطالة في الولايات المتحدة من أجل الحصول على محفزات جديدة على التداول.
أسعار الذهب تتطلع إلى صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين PPI الأمريكي من أجل الحصول على زخم جديد
يترقب متداولي الذهب ويقومون بتقييم بيانات تضخم مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي الحاسمة التي صدرت يوم الأربعاء، والتي سكبت الماء البارد على الرهانات المتزايدة على خفض معدلات الفائدة بشكل كبير من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي الأسبوع المقبل.
أظهرت البيانات التي نشرها مكتب إحصاءات العمل الأمريكي BLS يوم الأربعاء أن مؤشر أسعار المستهلك CPI ارتفع بنسبة 0.2% على أساس شهري في أغسطس/آب، وهي قراءة تتوافق مع التوقعات بقراءة عند 0.2%. قفز مؤشر أسعار المستهلك CPI الأساسي في الولايات المتحدة لشهر أغسطس/آب بنسبة 0.3% على أساس شهري في مقابل التقديرات البالغة 0.2%. انخفض تضخم مؤشر أسعار المستهلك CPI الرئيسي السنوي قليلاً إلى 2.5% في أغسطس/آب بينما نما مؤشر أسعار المستهلك CPI الأساسي بنسبة 3.2% على أساس سنوي في مقابل التوقعات البالغة 3.2%.
على الرغم من تباطؤ قراءة مؤشر أسعار المستهلك CPI السنوية، دفعت الأرقام الأساسية الشهرية والسنوية الراسخة الأسواق إلى استبعاد إجراء خفض كبير في معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed هذا الشهر. تُظهِر أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME أن الأسواق تقوم حاليًا بتسعير احتمالية بنسبة 85% لخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مقارنة بـ 71% قبل صدور البيانات.
اختبرت أسعار الذهب الحاجز الرئيسي لمنطقة 2530 دولار قبل أن تشهد انخفاضاً حاداً على خلفية بيانات التضخم الأمريكية الراسخة، والتي حفزت ارتفاعاً جديداً في الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.
على الرغم من التراجع، تمكنت أسعار الذهب من الدفاع عن مستوى الدعم قصير الأجل الحاسم بالقرب من منطقة 2505 دولار، محافظة على نطاق التماسك الذي دام ثلاثة أسابيع.
خلال تداولات يوم الخميس حتى الآن، يبدو أن مشتري الذهب قاتلوا من أجل استعادة السيطرة ولكنهم يفتقرون إلى القناعة الصعودية وسط قوة الدولار الأمريكي المستمرة ومزاج السوق المتفائل. ومع ذلك، قد تتلقى أسعار الذهب دعماً من المكاسب في المعادن النفيسة الأخرى والمعادن الصناعية، بما في ذلك البلاديوم والنيكل، وما إلى ذلك، في مواجهة القيود المحتملة على الصادرات التي تدرسها روسيا.
يتطلع المتداولون أيضاً إلى مجموعة جديدة من البيانات الاقتصادية الأمريكية عالية التأثير المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الخميس من أجل الحصول على تلميحات أخرى بشأن سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، مما سوف يؤثر في نهاية المطاف على قيمة الدولار الأمريكي وأسعار الذهب.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
لا يبدو أن شيئاً قد تغير بالنسبة لأسعار الذهب من منظور فني قصير الأجل. لا يزال المشترون متفائلين، حيث تمكنت أسعار الذهب من تسجيل إغلاقات يومية فوق المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا، والذي يقع الآن عند منطقة 2505 دولار.
تحول مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا إلى الاستقرار ولكنه لا يزال صامداً بشكل راسخ فوق مستويات 50، مما يدعم حجة الاحتمالية الصعودية.
يتطلع مشتري الذهب إلى تسجيل اختراق مستدام للقمة القياسية عند منطقة 2532 دولار، والتي فيما فوقها سوف يظهر الحاجز النفسي عند منطقة 2550 دولار في المشهد.
إذا واجهت أسعار الذهب الرفض مرة أخرى بالقرب من منطقة العروض 2530 دولار، فسوف يتبع ذلك تصحيح، وهناك حاجة إلى تسجيل إغلاق يومي فيما دون المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2503 دولار من أجل إزالة التوقعات الصعودية على المدى القريب.
كسر هذه المنطقة الأخيرة سوف يؤدي إلى تحدي أدنى مستويات الأسبوع السابق عند منطقة 2472 دولار، والتي تليها مقاومة نموذج المثلث المتماثل التي تحولت إلى دعم عند منطقة 2462 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.