تحوم أسعار الذهب حول منطقة 2650 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تتماسك على الانخفاض السابق.
على الرغم من المخاطر الاقتصادية الصينية المستمرة، يتراجع الدولار الأمريكي مرة اخرى مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
قد تجد أسعار الذهب طلبًا جديدًا طالما يصمد المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2635 دولار. مؤشر القوة النسبية RSI اليومي لا يزال صعوديًا.
يتم تداول أسعار الذهب بشكل عرضي متواضع بالقرب من منطقة 2650 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تلعق جراحها بعد التراجع من أعلى المستويات خلال ستة أيام عند منطقة 2667 دولار المسجلة يوم الاثنين.
مشتري أسعار الذهب يختبرون حظهم
محاولة الارتداد الفاترة في أسعار الذهب مدعومة من خلال تصحيح طفيف في الدولار الأمريكي USD في مقابل نظرائه الرئيسيين من أعلى مستوياته خلال أكثر من شهرين. في الوقت نفسه، عوائد سندات الخزانة الأمريكية المتراجعة بسبب تدفقات الملاذ الآمن المتجددة إلى السندات الحكومية تمارس ضغوطًا هبوطية على الدولار الأمريكي، مما يسمح لمشتري أسعار الذهب بتنفس الصعداء لفترة وجيزة.
في ظل هدوء الأوضاع في آسيا، لا تزال المخاوف الاقتصادية الصينية قائمة وتقلص من معنويات المخاطرة. أظهرت أحدث البيانات أن الصادرات الصينية نمت بأبطأ وتيرة خلال خمسة أشهر في سبتمبر/أيلول. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الافتقار إلى التفاصيل بشأن التحفيز المالي الصيني الذي تم الإعلان عنه يوم السبت الماضي يشكل عائقاً أمام ثقة المستثمرين.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أسعار الذهب سوف تقوم بالبناء على الارتداد، حيث تواصل الأسواق المراهنة على خفض معدلات الفائدة بشكل أصغر بمقدار 25 نقطة أساس من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني، مع احتمالية حدوث مثل هذه الخطوة بنحو 86%، وفقاً لأداة مراقبة البنك الاحتياطي الفيدرالي FedWatch التابعة لمجموعة CME.
مدد الدولار الأمريكي ارتفاع الأسبوع السابق وسجل أعلى مستوياته خلال أكثر من شهرين في مقابل نظرائه، وذلك بعد أن قال المحافظ في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed كريستوفر والر يوم الاثنين إنه حث على "مزيد من الحذر" بشأن خفض معدلات الفائدة في المستقبل، مستشهداً بأحدث البيانات الاقتصادية. أضاف والر: "مهما حدث على المدى القريب، فإن الحالة الأساسية الخاص بي لا تزال تدعو إلى خفض معدلات الفائدة تدريجياً على مدار العام المقبل".
انضم رئيس فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى الجوقة يوم الاثنين، قائلاً إن السياسة النقدية لا تزال في موقف تقييدي، مضيفًا أن مزيداً من التخفيضات "الطفيفة" في معدلات الفائدة قد يكون مناسباً، وفقًا لوكالة رويترز.
تواجه أسعار الذهب أيضاً رياحًا معاكسة من تخفيف التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران بعد أن نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين مطلعين على الأمر قولهما إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الولايات المتحدة بأن إسرائيل سوف تضرب أهدافًا عسكرية إيرانية، وليس أهدافًا نووية أو نفطية. يشير التقرير إلى أنه سوف تكون هناك ضربة مضادة أكثر محدودية تهدف إلى منع اندلاع حرب واسعة النطاق.
يتحول الاهتمام الآن نحو مزيد من الخطابات من جانب صناع السياسات في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed من أجل الحصول على زخم جديد على التداول في الدولار الأمريكي وأسعار الذهب، مع عودة الأسواق للعمل بشكل كامل في وقت لاحق من الجلسة الأمريكية يوم الثلاثاء. قد يلجأ متداولي الذهب أيضًا إلى تعديل مراكزهم قبل صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية يوم الخميس.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
تظل أسعار الذهب مدعومة فوق دعم المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا، والذي يقع الآن عند منطقة 2635 دولار، خلال هذا الأسبوع حتى الآن.
ومع ذلك، يظل مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا راسخاً فوق خط المنتصف، مما يشير إلى أن أي انخفاض في أسعار الذهب قد يكون فرصة شراء جيدة على المدى القريب.
في حالة ارتداد أسعار الذهب، فإن المستهدف التالي في الاتجاه الصاعد يظهر عند القمة السابقة عند منطقة 2667 دولار، والتي يليها أعلى المستويات عند منطقة 2670 دولار.
في حالة تسجيل مزيد من الارتفاع، سوف تظهر القمة القياسية عند منطقة 2686 دولار في المشهد.
في الاتجاه المعاكس، يظهر الدعم الفوري عند المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2632 دولار، والتي فيما دونها سوف يتم اختبار أدنى المستويات خلال ثلاثة أسابيع بالقرب من حاجز منطقة 2600 دولار.
قد يؤدي الكسر المستدام إلى ما دون هذه المنطقة الأخيرة إلى تمديد الانخفاض نحو أدنى مستويات 20 سبتمبر/أيلول عند منطقة 2585 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.