تحافظ أسعار الذهب على الارتداد السابق بالقرب من منطقة 2170 دولار قبل صدور بيانات أمريكية رئيسية.
يواصل الدولار الأمريكي خسائره وسط عوائد سندات الخزانة الأمريكية الضعيفة ومعنويات متباينة تجاه المخاطرة.
يبدو أن أسعار الذهب سوف تستعيد الزخم الصعودي وسط إعدادات فنية يومية صعودية.
يتم تداول أسعار الذهب بالقرب من منطقة 2170 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تتماسك على الارتداد السابق إلى منطقة 2181 دولار. يلعق الدولار الأمريكي جراحه، معنويات السوق تبدو متباينة وتفشل عوائد سندات الخزانة الأمريكية في الحفاظ على ارتفاع يوم الاثنين.
أسعار الذهب تتطلع إلى البيانات الأمريكية من أجل الحصول على اتجاه جديد
الجهود المستمرة التي تبذلها السلطات الصينية فيما يتعلق باليوان والارتداد المستمر في الين الياباني يحافظان على النغمة المتشائمة قائمة حول الدولار الأمريكي، مما يساعد أسعار الذهب على الصمود. حدد بنك الشعب الصيني PBOC سعر الصرف المرجعي لزوج دولار أمريكي/يوان صيني USD/CNY أضعف من المتوقع لليوم الثاني على التوالي، بينما يواصل الين الحصول على دعم من التدخل من خلال تصريحات المسؤولين اليابانيين، وخاصة بعد أن سجل زوج دولار/ين USD/JPY أعلى مستوياته منذ بداية العام عند منطقة 151.86 يوم الجمعة.
بالإضافة إلى ذلك، تلجأ الأسواق إلى جني الأرباح من مراكز شراء الدولار الأمريكي بعد ارتداد أواخر الأسبوع الماضي القوي، استعدادًا لصدور مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأساسي، والذي يمكن أن يساعد في تأكيد خفض معدلات الفائدة في يونيو/حزيران. من المتوقع أن يستقر تضخم مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأساسي عند 2.8% على أساس سنوي في فبراير/شباط، بينما من المرجح أن ينخفض المؤشر على أساس شهري إلى 0.3% في نفس الفترة.
أشارت التعليقات الأخيرة من مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed إلى مخاوفهم بشأن التضخم الراسخ وقرأت الأسواق ذلك على أنه يميل قليلاً نحو التشديد. في رد فعل على ذلك، ارتدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بقوة ولكن فشل الدولار الأمريكي في العثور على أي تحفيز، حيث تراهن الأسواق على احتمالية بنحو 72٪ لخفض معدلات الفائدة في يونيو/حزيران.
الارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية أدى إلى إبطال الضعف في الدولار الأمريكي، مما أدى إلى الحد من المحاولات الصعودية في أسعار الذهب. ومع ذلك، فإن عودة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا تستمر في دعم أسعار الذهب كملاذ آمن تقليدي. قالت السفيرة الأمريكية بريدجيت برينك على شبكة X الاجتماعية إن "روسيا هاجمت العاصمة الأوكرانية كييف بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت صباح يوم الاثنين".
بالمضي قدماً، ينتظر المتداولون صدور بيانات متوسطة التأثير تتضمن بيانات طلبيات السلع المعمرة وبيانات ثقة المستهلك CB من الولايات المتحدة في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، وذلك بحثًا عن إشارات جديدة بشأن تخفيضات معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، مما يُبقي أسعار الدولار الأمريكي والذهب في حالة ترقب. قد يوفر انتعاش في بيانات طلبيات السلع المعمرة الأمريكية راحة مؤقتة للدولار الأمريكي على حساب أسعار الذهب. ومع ذلك، فإن حالة عدم اليقين بشأن توقيت ونطاق تخفيضات معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed يمكن أن تظل بمثابة رياح معاكسة للدولار الأمريكي، مما يقدم دعماً للمعدن اللامع.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
لا تزال التوقعات الفنية لأسعار الذهب على المدى القصير دون تغيير تقريبًا.
مع وجود نموذج علم صعودي قائم، تظل أسعار الذهب على المسار الصحيح لاختبار المستهدف المُقاس عند منطقة 2251 دولار في حالة تسجيل حركة صاعدة مستدامة.
قبل هذا الحاجز، تحتاج أسعار الذهب إلى استعادة حاجز منطقة 2200 دولار والقمة القياسية عند منطقة 2223 دولار.
يصمد مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا ضمن المنطقة الإيجابية، مما يشير إلى مزيد من المخاطر الصعودية.
على الجانب الآخر، يظهر الدعم الفوري عند أدنى مستويات يوم الجمعة عند منطقة 2157 دولار، والتي فيما دونها سوف يتم تحدي مقاومة نموذج العلم الصعودي عند منطقة 2151 دولار.
الحركة المستدامة فيما دون هذه المنطقة الأخيرة سوف تُعرض دعم نموذج العلم الصعودي عند منطقة 2140 دولار للخطر. عند هذه المنطقة، يظهر المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا الصاعد.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.