تتمسك أسعار الذهب بمكاسب الارتداد السابق وسط حالة من الحذر في السوق.
يتماسك الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية على الخسائر المدفوعة من بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية الضعيفة.
تتحدى أسعار الذهب الالتزامات الهبوطية، حيث تواجه عقبة هامة في الاتجاه الصاعد بالقرب من منطقة 2340 دولار.
تتماسك أسعار الذهب على الارتداد السابق في وقت مبكر من يوم الأربعاء، حيث تفتقر إلى زخم أساسي أو فني جديد من أجل تسجيل مزيد من الارتفاع. من المرجح أن تؤدي عطلة يوم الحرية في الولايات المتحدة إلى إبقاء السيولة ضعيفة حول الدولار الأمريكي، مما يترك أسعار الذهب تتحرك بشكل عرضي. ومع ذلك، فإن أسعار الذهب تواجه أيضًا مخاطر تحركات مبالغ فيها بسبب التداول الضعيف.
أسعار الذهب تستفيد من تجدد توقعات تيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
يوم الثلاثاء، عكست أسعار الذهب الانخفاض المبكر، مدفوعة من انخفاض طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسجلت ارتداداً طفيفاً بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية. أحيت البيانات المحبطة توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي لشهر سبتمبر/أيلول وحطمت الدولار الأمريكي على نطاق واسع جنبًا إلى جنب مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
أظهرت بيانات يوم الثلاثاء أن مبيعات التجزئة الأمريكية ارتفعت بالكاد بنسبة 0.1% في مايو/أيار وتم تعديل بيانات الشهر السابق بشكل أقل كثيراً إلى -0.2%، مما يشير إلى أن النشاط الاقتصادي ظل باهتًا في الربع الثاني.
أظهرت أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME أن الأسواق تقوم الآن بتسعير احتمالية بنسبة 67% لخفض معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سبتمبر/أيلول، مقارنة باحتمالية بنسبة 61% في اليوم السابق. تقوم الأسواق بتسعير 48 نقطة أساس من التخفيضات في معدلات الفائدة هذا العام.
في الوقت نفسه، واصل صناع السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed توخي الحذر بشأن التضخم، مما يشير إلى رؤية المزيد من علامات التباطؤ من أجل الشروع في مسار تيسير السياسة.
أشار رئيس فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في شيكاغو، أوستان جولسبي، يوم الثلاثاء، إلى أن أرقام التضخم الأخيرة كانت إيجابية للغاية، ويأمل مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed أن يروا مزيداً من التيسير في المستقبل. قال رئيس فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سانت لويس، ألبرتو مسلم، إن التقدم على صعيد التضخم قد يكون يستغرق وقتاً أطول ويكون أبطأ مما يأمله عديد من المشاركين في السوق حاليًا.
في الوقت نفسه، أشارت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في دالاس، لوري لوجان، إلى أنه "من الرائع أن نرى" بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI، وسوف نحتاج إلى رؤية "عدة أشهر أخرى" حتى نمتلك الثقة بشأن التوجه نحو 2٪، مضيفة أن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed "في وضع جيد، للتحلي بالصبر في السياسة".
بالمضي قدماً، سوف تأخذ أسعار الذهب إشارات من معنويات السوق الأوسع والمعنويات المحيطة بتوقعات معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، في ظل غياب أحداث الاقتصاد الكلي عالية التأثير وخطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بسبب عطلة السوق الأمريكية.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
تمدد أسعار الذهب نهج التداول داخل نطاق سعري الذي شوهد خلال هذا الأسبوع حتى الآن، حيث يحاول البائعون جاهدين الدفاع عن مراكزهم.
الارتفاع في أسعار الذهب محدود من قبل منطقة الالتقاء بالقرب من منطقة 2340 دولار، حيث يتقارب المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا والمتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا. من ناحية أخرى، يبدو الانخفاض محدوداً من قبل حاجز منطقة 2300 دولار.
لا يزال مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا هبوطيًا فيما دون مستويات 50، حيث يقع حاليًا بالقرب من مستويات 49.00، مما يُبقي بائعي الذهب متفائلين.
يتم إضافة مصداقية إلى الاحتمالية الهبوطية، حيث لا يزال تأثير التقاطع الهبوطي قائمًا بعد كسر المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا إلى ما دون المتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا على أساس الإغلاق اليومي يوم الجمعة الماضي.
يظهر الدعم الفوري الآن عند حاجز منطقة 2300 دولار، والتي فيما دونها سوف يتم اختبار أدنى مستويات 10 يونيو/حزيران عند منطقة 2287 دولار.
الكسر المستدام إلى ما دون هذه المنطقة الأخيرة سوف يهدد أدنى مستويات 3 مايو/أيار عند منطقة 2277 دولار، حيث يستهدف البائعون الحاجز النفسي عند منطقة 2250 دولار.
وبدلاً من ذلك، سوف يحتاج أي ارتداد في أسعار الذهب إلى القبول فوق دعم منطقة الالتقاء الرئيسية المذكورة أعلاه الذي تحول إلى مقاومة بالقرب من منطقة 2340 دولار.
سوف يقوم مشتري الذهب بعد ذلك باستعراض عضلاتهم نحو أعلى مستويات 24 مايو/أيار عند منطقة 2364 دولار، في الطريق إلى أعلى مستويات 7 يونيو/حزيران عند منطقة 2388 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.
