تتماسك أسعار الذهب على الارتداد بعد أن شهدت "نمط بيع كل شيء" الذي كان مدفوعاً من حالة النفور من المخاطرة يوم الاثنين.
يرتد الدولار الأمريكي مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية والرغبة في المخاطرة، مما يحد من ارتفاع أسعار الذهب.
لا تزال الرهانات المتزايدة على خفض قوي في معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed داعمة لأسعار الذهب.
دافعت أسعار الذهب عن المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2410 دولار، والقبول فوق منطقة 2425 دولار أمر حاسم بينما لا يزال مؤشر القوة النسبية RSI اليومي صعوديًا.

 

تتماسك أسعار الذهب على الارتداد السريع السابق إلى محيط منطقة 2410 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث يستوعب المتداولون تداولات يوم الاثنين المتقلبة. تواجه أسعار الذهب صعوبة من أجل البناء على نمط الارتداد وسط ارتداد قوي من جانب الدولار الأمريكي، جنبًا إلى جنب مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

 

أسعار الذهب تتطلع إلى التحديثات في الشرق الأوسط

 

بعد التأكيدات التي قدمتها السلطات الأمريكية واليابانية لتهدئة التوترات، تشهد الأسواق تحولًا إيجابيًا هائلاً في معنويات المخاطرة. تحاول الأسهم الآسيوية الارتداد، حيث يقفز مؤشر نيكاي 225 المرجعي الياباني بنحو 10% حتى الآن، ليعكس موجة بيع تاريخية بنسبة 12% شوهدت يوم الاثنين.

مع عودة تدفقات المخاطر، يتلاشى الطلب على سندات الحكومة الأمريكية كملاذ آمن، مما يضع طلبات شراء جديدة على عوائد سندات الخزانة الأمريكية ويساعد في رفع الدولار الأمريكي على حساب أسعار الذهب الذي لا يقدم عوائد.

قالت رئيسة فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سان فرانسيسكو، ماري دالي، في وقت مبكر من يوم الثلاثاء: "لا يوجد أي من مؤشرات سوق العمل التي تنظر إليها تومض باللون الأحمر في الوقت الحالي، ولكنها تراقب الأمر بعناية". ومع ذلك، أضافت دالي أنها منفتحة على خفض معدلات الفائدة حسب الضرورة وأن السياسة بحاجة إلى أن تكون استباقية.

في الوقت نفسه، قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي إنه "يرى جوانب مشرقة في الاقتصاد على صعيد الأجور والاستثمار".

بالإضافة إلى ذلك، يحاول الدبلوماسيون من الولايات المتحدة والدول العربية تهدئة التوترات بين إيران وإسرائيل التي اندلعت منذ يوم الأربعاء، وذلك عندما تم قتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران في هجوم. ألقت إيران باللوم على إسرائيل، وتعهدت بالرد، حيث أشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الهجوم قد يتأخر عدة أيام.

يبدو أن الجهود الدبلوماسية لتهدئة الموقف توفر بعض الدعم للتعافي في معنويات المخاطرة. ومع ذلك، يظل المتداولون حذرين من رد إيران على إسرائيل، حيث قالت الأولى "إنها لا تهتم إذا كان الرد سوف يؤدي إلى حرب".

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، يوم الاثنين، أنه في حين أن إيران لا تنوي زيادة التوترات الإقليمية، إلا أنها تعتقد أنها يجب أن تعاقب إسرائيل من أجل منع المزيد من عدم الاستقرار.

نظرًا لأن الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط لا يزال في وضع حساس، فإن المتداولين يترقبون التطورات القادمة، حيث يمتنعون عن دخول أي مراكز جديدة في أسعار الذهب. ومع ذلك، فإن الانخفاض في أسعار الذهب قد يظل محدودًا، حيث تستمر الأسواق في تسعير احتمالية بنحو 90٪ بأن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.

بالإضافة إلى ذلك، فإن السوق قامت بتسعير حوالي 115 نقطة أساس من التيسير لهذا العام، وحجم مماثل لعام 2025، وفقاً لوكالة رويترز.

عمليات البيع في أسعار الذهب يوم الاثنين، على الرغم من حالة النفور واسعة النطاق من المخاطرة، يمكن أن تُعزى إلى قيام المستثمرين بجني الأرباح من مراكز شراء الذهب الطويلة من أجل تغطية الخسائر في أماكن أخرى. كانت أسواق الأسهم العالمية في حالة من الاضطراب وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ومخاوف تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، في أعقاب صدور تقرير وظائف أمريكية ضعيف يوم الجمعة.

 

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، أغلقت أسعار الذهب يوم الاثنين فوق دعم المتوسط ​​المتحرك البسيط 21 يومًا، الذي كان يقع عند منطقة 2411 دولار.

في الوقت نفسه، يصمد مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا فوق مستويات 50، حيث يقع حالياً بالقرب من مستويات 52.50، مما يشير إلى أن الاحتمالية الصعودية لا تزال قائمة في أسعار الذهب.

ومع ذلك، يحتاج مشتري الذهب إلى القبول فوق منطقة المقاومة الثابتة 2425 دولار من أجل استئناف زخم الارتداد نحو أعلى المستويات القياسية السابقة عند منطقة 2450 دولار.

في حالة تسجيل مزيد من الارتفاع، سوف تظهر أعلى المستويات على الإطلاق عند منطقة 2484 دولار المسجلة في 17 يوليو/تموز على رادار المشترين.

من ناحية أخرى، في حالة صمود بائعي الذهب بشكل قوي فيما دون المتوسط ​​المتحرك البسيط 21 يومًا، الذي يقع الآن عند منطقة 2412 دولار، فسوف يفتح ذلك الباب أمام إعادة اختبار دعم منطقة الالتقاء الرئيسية بالقرب من منطقة 2370 دولار. يقترب دعم خط الاتجاه الصاعد من المتوسط ​​المتحرك البسيط 50 يومًا عند هذه المنطقة.

المستهدف الملحوظ التالي في الاتجاه الهابط يظهر عند المتوسط ​​المتحرك البسيط 100 يوم عند منطقة 2342 دولار.
 

الأسئلة الشائعة عن الذهب

 
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
 
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
 
من يشتري معظم الذهب؟
 
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
 
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
 
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
 
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
 
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.
 

Share:


التحليلات
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version