- أسعار الذهب تتطلع إلى تسجيل حركة مستدامة فوق منطقة 3000 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء وسط إعادة تقييم المخاطر.
- تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتدابير الدعم الصينية تعيدان إحياء الضغط الهبوطي على الدولار الأمريكي.
- أسعار الذهب في مرحلة حرجة فوق دعم المتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا عند منطقة 2947 دولار بينما يتطلع مؤشر القوة النسبية RSI للتحول إلى الحالة الصعودية.
تقوم أسعار الذهب بالبناء على ارتدادها من أدنى مستوياتها خلال شهر عند منطقة 2957 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تكرر التحركات التي شوهدت خلال التداولات الآسيوية يوم الاثنين. وبذلك، يستعيد مشتري الذهب حاجز منطقة 3000 دولار، ولكن هل سوف يتمكنون من الحفاظ على الارتفاع وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
أسعار الذهب تراقب تطورات التجارة العالمية
توقف أسعار الذهب تصحيحًا استمر ثلاثة أيام مع تعرض الدولار الأمريكي USD لضغوط بيع متجددة بينما أوقفت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مؤقتاً الارتداد من أدنى مستوياتها خلال ستة أشهر.
تسعى الصين لزيادة الإقراض من أجل استقرار الأسواق واستعادة معنويات المخاطرة العامة، مما يُحيي الضغط الهبوطي على الدولار الأمريكي الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا. في الوقت نفسه، تجد أسعار الذهب دعمًا أيضًا من المخاوف المتزايدة بشأن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
حذرت وزارة التجارة الصينية يوم الثلاثاء من أنها "تعارض بشدة وسوف تتخذ تدابير مضادة إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية إضافية بنسبة 50%". جاء ذلك بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين بفرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 50%، والتي سوف تكون تراكمية بجانب التعريفات الجمركية العامة البالغة 10% والتعريفات الجمركية "المتبادلة" المستهدفة بنسبة 34%، والتي سوف تدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء، 9 أبريل/نيسان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوقعات المتزايدة بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي قد يستأنف دورة خفض معدلات الفائدة بداية من مايو/أيار ويقدم إجمالي خمسة تخفيضات في معدلات الفائدة خلال عام 2025 تدعم إعادة تقييم المخاطر، بينما تمارس ضغطًا هبوطيًا متجددًا على الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية. يتوقع بنك جولدمان ساكس الآن إجمالي 130 نقطة أساس من التخفيضات في معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed خلال عام 2025، ارتفاعًا من 105 نقطة أساس التي كانت متوقعة سابقًا.
إذا استمر التحول في الأسواق العالمية خلال الجلسات المقبلة، فقد يشهد الدولار الأمريكي مزيدًا من الضعف، مما سوف يؤدي إلى تسجيل ارتداد مستدام في أسعار الذهب.
ومع ذلك، من المرجح أن يظل مشتري الذهب حذرين بشأن التطورات الجديدة في سياسات التجارة العالمية، حيث يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض تعريفات جمركية مضادة على الواردات الأمريكية بعد تفضيل المفاوضات.
بالإضافة إلى ذلك، مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فإن رفض الصين المرجح لسحب تعريفاتها الجمركية الأخيرة بنسبة 34% قد يُعيد إشعال حالة النفور من المخاطرة على نطاق واسع، مما يعزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
يبدو أن التحيز قد تحول ضد أسعار الذهب، حيث أغلق مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا يوم الاثنين فيما دون مستويات 50.
في الوقت الحالي، يظل مؤشر القوة النسبية RSI بالقرب من مستويات 48.50، مما يشير إلى استمرار الضغوط الهبوطية على الرغم من الارتفاع.
ومع ذلك، يظل مشتري الذهب متفائلين طالما يتم الدفاع عن المتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا عند منطقة 2947 دولار.
الكسر المستدام إلى ما دون هذه المنطقة الأخيرة سوف يؤدي إلى إبطال الاحتمالية الصعودية على المدى القريب، مما سوف يفتح الباب نحو حاجز منطقة 2900 دولار.
تظهر مستويات الدعم الملحوظة التالية عند أدنى مستويات 10 و11 مارس/آذار، عند منطقة 2880 دولار، وعند المتوسط المتحرك البسيط 100 يوم، عند منطقة 2805 دولار.
على الجانب الآخر، تحتاج أسعار الذهب إلى القبول فوق المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 3022 دولار على أساس الإغلاق اليومي من أجل استئناف الارتفاع القياسي.
سوف يستهدف المشترون بعد ذلك الحاجز النفسي عند منطقة 3050 دولار، والتي فيما فوقها سوف يتم اختبار منطقة 3100 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.