فينتك جيت:وكالات

قدّم ديفيد غارسيا، الرئيس التنفيذي لشركة YPlasma، عرضًا حيًا يُظهر جهازًا غريبًا يُشبه الهارمونيكا، تتدلى منه أسلاك أمام صف من الشموع المشتعلة.

وبلحظة، تومض النيران ثم تختفي، وكأن الهواء قد سُحب منها تمامًا – دون أن تتحرك مروحة واحدة!

لكن الحقيقة وراء هذا السحر تكمن في تقنية متقدمة تستخدم البلازما بدلاً من الأجزاء الميكانيكية لتوليد تدفق هواء، بحسب تقرير نشره موقع “تك كرانش” واطلعت عليه “العربية Business”.

داخل الجهاز، شريطان نحاسيان رقيقان يمران بتيار كهربائي، فينتجان سحبًا من الجسيمات المشحونة تُحرّك الهواء عبر التجويف بقوة كافية لإطفاء الشموع – ومن هنا تنطلق فكرة ثورية في عالم التبريد.

تبريد ذكي بدون أجزاء متحركة

تسعى “YPlasma” لتغيير قواعد اللعبة في مجال تبريد الإلكترونيات ومراكز البيانات، بتقنية تُقدم بديلًا مبتكرًا للمراوح والتبريد السائل.

يقول غارسيا: “تصنيع الجهاز رخيص، ومرن جدًا، ويمكن وضعه في أي مكان. كما أنه يستهلك طاقة ضئيلة للغاية”.

ويُضيف أن المروحة التقليدية في حاسوب محمول تستهلك ما بين 3 إلى 4 واط، في حين يستهلك جهاز “YPlasma” واطًا واحدًا فقط لتبريد الكمية ذاتها.

اهتمام من كبار اللاعبين في صناعة الرقائق

بفضل هذه الخصائص، جذب الجهاز انتباه أحد كبار مصنّعي أشباه الموصلات، وهو ما يُعدّ إنجازًا مهمًا لشركة ناشئة لم يتجاوز عمرها سنوات قليلة.

أعلنت “YPlasma” عن حصولها على تمويل أولي بقيمة 2.5 مليون دولار بقيادة شركة Faber، وبمشاركة من صندوق SOSV، ضمن صفقة ستسمح للشركة بتوسيع أبحاثها من خلال مختبر Hax التابع لـ “SOSV” في نيوارك – نيوجيرسي، إلى جانب مقرها في العاصمة الإسبانية مدريد.

من الرياح إلى الرقائق

الغريب أن “YPlasma” لم تبدأ من عالم الرقائق، بل من قطاع الطاقة المتجددة.

فقد كانت السوق المستهدفة الأولى هي توربينات الرياح، إذ يمكن لتقنيتها تقليل السحب وزيادة كفاءة التوربينات بنسبة تصل إلى 15%.

كما يُمكن استخدامها لتوليد حرارة لإزالة الجليد عن شفرات التوربينات، وهو تحدٍ يُسبب خسائر تصل إلى 20% من إنتاج الطاقة في مناطق مثل أميركا الشمالية.

لكن بعد تعاونها الناجح مع شركة لأشباه الموصلات، بدأت الشركة تركّز أكثر على تطبيق تقنيتها في مراكز البيانات – حيث يُعد التبريد من أكثر مصادر الاستهلاك للطاقة بعد الحوسبة نفسها.

وبحسب غارسيا، فإن “التبريد السائل والتبريد الغامر مكلفان ومعقدان.

وتعاني السوق من تعطش لحلول جديدة وأكثر كفاءة، و”YPlasma” تضع نفسها كبديل واعد”.

آفاق واعدة لتقنية بلازما الهواء

تمتد استخدامات هذه التقنية لتشمل مجالات متعددة مثل الديناميكا الهوائية للمركبات، وإزالة الجليد من الطائرات، ودفع الأقمار الصناعية، وحتى جمع المياه من الهواء، وفقًا لما ورد في الموقع الرسمي للشركة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version