تراجع أسعار الذهب من قمم قياسية عند منطقة 2635 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، والتركيز على تصريحات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed والبيانات الأمريكية.
يرتد الدولار الأمريكي مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية حتى مع عودة تدفقات المخاطرة بسبب التفاؤل بشأن الصين.
يرفض مشتري الذهب الاستسلام على الرغم من حالة التشبع الشرائي على مؤشر القوة النسبية RSI على الرسم البياني اليومي.
تبتعد أسعار الذهب قليلاً عن القمة القياسية الجديدة عند منطقة 2635 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث تكرر حركة الأسعار التي شوهدت خلال التداولات الآسيوية يوم الاثنين. يتطلع المتداولون إلى سلسلة جديدة من خطابات صناع السياسات في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي وبيانات ثقة المستهلك الأمريكي قبل وضع مزيد من الرهانات الصعودية على أسعار الذهب.
أسعار الذهب تحتفي بتيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed والتوترات الجيوسياسية وآمال التحفيز الصيني
على الرغم من الارتداد الطفيف الذي سجله الدولار الأمريكي وحالة التشبع الشرائي على الرسم البياني اليومي، فإن أسعار الذهب تصمد بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يرفض المشترون الاستسلام على خلفية التعليقات الأخيرة التي تميل نحو التيسير من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، زيادة الآمال في التحفيز الصيني وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
في المؤتمر الصحفي المرتقب للغاية، أعلن محافظ بنك الشعب الصيني PBOC بان جونج شنج عن سلسلة من التدابير من أجل تعزيز التعافي الاقتصادي، بما في ذلك خطط لخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي RRR بمقدار 50 نقطة أساس. التوقعات المتزايدة بأن هذه التدابير التحفيزية من شأنها أن تحفز الاقتصاد تُبقي التراجع محدودًا في أسعار الذهب. الصين هي أكبر مستهلك للمعدن الأصفر في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت وكالة بلومبرج أن إسرائيل كثفت غاراتها الجوية في جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل حوالي 500 شخص وإصابة 1000. كان هذا هو الهجوم الأكثر دموية منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006. يأتي هذا في أعقاب تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وحزب الله في نهاية الأسبوع، حيث يبدو أن الصراع في الشرق الأوسط يتحول إلى صراع إقليمي أوسع. تميل أسعار الذهب إلى الاستفادة من التوترات الجيوسياسية بسبب وضع الذهب كملاذ آمن تقليدي.
في الوقت نفسه، يظل مشتري الذهب متفائلين أيضًا، حيث تراهن الأسواق على خفض آخر في معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بسبب تصريحات البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed التي تميل نحو التيسير. واصل صناع السياسات في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الدعوة إلى الحاجة إلى مزيد من التخفيضات في معدلات الفائدة وسط مخاطر هبوطية تلوح في الأفق في سوق العمل، حيث يستمر التضخم في الاقتراب من مستهدف البنك البالغ 2.0٪. من بين مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الذين تحدثوا يوم الاثنين، كان رئيس فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في شيكاغو، أوستن جولسبي، الأكثر تحيزاً نحو التيسير، مشيرًا إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من التخفيضات في معدلات الفائدة على مدار العام المقبل، ويجب أن تنخفض معدلات الفائدة بشكل كبير".
يظل التركيز الآن على خطاب المحافظة في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed ميشيل بومان وبيانات ثقة المستهلك من هيئة الاتحاد CB من أجل الحصول على محفزات جديدة على التداول في أسعار الذهب، حيث سوف يتم مراقبة التصعيد في الشرق الأوسط بشكل وثيق أيضًا.
يوم الاثنين، سجلت أسعار الذهب أعلى مستوياته الجديدة على الإطلاق بعد تراجع وجيز، مدعومة من انخفاض متجدد في الدولار الأمريكي، حيث تحولت الأسواق إلى النفور من المخاطرة على خلفية تقارير محبطة لمؤشرات مديري المشتريات PMIs العالمية للأعمال. انكمش مؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي الأولي من ستاندرد آند بورز العالمية في الولايات المتحدة بشكل أكبر إلى 47.0 في سبتمبر/أيلول، مقارنة بـ 48.5 المتوقعة و 47.9 المسجلة في أغسطس/آب. انخفض أيضاً مؤشر مديري المشتريات PMI لقطاع الخدمات إلى 55.4 في سبتمبر/أيلول من 55.7 في أغسطس/آب.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، فإن حالة التشبع الشرائي، كما يتضح من مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا فوق مستويات 70، تستمر في استدعاء الحذر من جانب مشتري الذهب.
إذا استعاد المشترون السيطرة، فإن القبول فوق القمة القياسية عند منطقة 2635 دولار أمر حاسم من أجل إطلاق العنان لتسجيل مزيد من الارتفاع نحو الحاجز النفسي عند منطقة 2650 دولار. تظهر المقاومة الملحوظة التالية عند حاجز منطقة 2700 دولار.
إذا اكتسب الانخفاض التصحيحي زخماً، فمن المرجح أن تختبر أسعار الذهب أدنى مستويات اليوم السابق عند منطقة 2613 دولار، والتي فيما دونها سوف يظهر حاجز منطقة 2600 دولار في المشهد.
في حالة تسجيل مزيد من الانخفاض، قد يستهدف بائعي الذهب أدنى مستويات 20 سبتمبر/أيلول عند منطقة 2585 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.