توقف الاتجاه الصاعد الذي استمر ثلاثة أيام في أسعار الذهب في وقت مبكر من يوم الأربعاء، بالقرب من منطقة 2530 دولار.
يحاول الدولار الأمريكي الارتداد وسط مزاج نفور من المخاطرة، حيث يستمر تباطؤ عوائد سندات الخزانة.
يتحول متداولي الذهب إلى الحذر قبل خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وتقرير أرباح شركة Nvidia.
الإعدادات الفنية اليومية في أسعار الذهب تشير إلى ظهور قمة قياسية جديدة في الأفق.
عادت أسعار الذهب إلى المنطقة الحمراء ولكنها تظل ضمن النطاق المألوف لهذا الأسبوع فوق منطقة 2500 دولار في وقت مبكر من يوم الأربعاء. تكرر أسعار الذهب الحركة السلبية التي شوهدت خلال جلسة يوم الثلاثاء الآسيوية، في انتظار خطابات صناع السياسات في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي من أجل الحصول على تلميحات جديدة بشأن توقعات معدلات الفائدة.
أسعار الذهب تنتظر خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed من أجل الحصول على زخم جديد
بالإضافة إلى ذلك، يسود شعور بالحذر، حيث تظل الأسواق حذرة على خلفية المخاطر الجيوسياسية الوشيكة في الشرق الأوسط قبل صدور تقرير أرباح شركة Nvidia المرتقب للغاية الذي من المقرر أن يصدر في وقت لاحق من هذا الأربعاء وبيانات التضخم الأمريكية يوم الجمعة.
وسط مزاج نفور من المخاطرة، يجد الدولار الأمريكي طلباً جديداً كملاذ آمن، والذي يعمل بمثابة رياح معاكسة في أسعار الذهب. ومع ذلك، فإن تباطؤ عوائد سندات الخزانة الأمريكية قد يحد من ارتفاع الدولار الأمريكي، مما يخفف من الانخفاض في أسعار الذهب.
في الوقت نفسه، سوف تستمر توقعات تيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط في تقديم الدعم لأسعار الذهب. قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران في وضع يسمح لها بشن هجوم على إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، حشد الجيش الإسرائيلي آلاف الجنود من الوحدات الخاصة استعداداً لعملية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية، والتي سوف تستمر لفترة طويلة.
على الرغم من المعنويات الصعودية حول أسعار الذهب، فإن خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed القادمة سوف توفر زخماً جديداً على التداول في أسعار الذهب. تقوم الأسواق حالياً بتسعير احتمالية بنسبة 32% لخفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، بينما تبلغ احتمالية خفضها بمقدار 25 نقطة أساس 68%، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME يوم الأربعاء.
يوم الثلاثاء، شهدت أسعار الذهب حركة سعرية جيدة في الاتجاهين، حيث سجلت تصحيح طفيف في البداية من محيط القمة القياسية عند منطقة 2532 دولار على خلفية الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن. ومع ذلك، تعرض الدولار الأمريكي لضغوط بيع مكثفة بالتزامن مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد نتائج قوية من مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بقيمة 69 مليار دولار.
فشل الدولار الأمريكي في العثور على أي تحفيز من تحسن بيانات ثقة المستهلك الأمريكي من هيئة الاتحاد CB وعمليات البيع في الأسهم الأمريكية والصينية.
التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي
لم يتغير شيء بالنسبة لأسعار الذهب من منظور فني قصير الأجل، مع بقاء المخاطر الصعودية قائمة طالما يدافع المشترون عن مقاومة نموذج المثلث التي تحولت إلى دعم عند منطقة 2466 دولار.
يقترب المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا من هذه المنطقة، مما يجعلها منطقة دعم قوية.
من الجدير بالذكر أن أسعار الذهب تتماسك على الاختراق الصعودي لنموذج مثلث متماثل تم تأكيده منذ أسبوعين.
في الوقت نفسه، يتحول مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا نحو الانخفاض ولكنه يصمد بشكل مريح فوق مستويات 50، حيث يقع حاليًا بالقرب من مستويات 61، مما يبرر التوقعات الصعودية.
يحتاج مشتري الذهب إلى استعادة القمة القياسية عند منطقة 2532 دولار من أجل مواجهة الحاجز الرئيسي التالي عند منطقة 2550 دولار.
القبول فوق هذه المنطقة الأخيرة قد يحفز تحدياً لحاجز منطقة 2600 دولار، في الطريق إلى مستهدف نموذج المثلث، المُقاس عند منطقة 2660 دولار.
من ناحية أخرى، تظهر منطقة الطلب الأولية عند حاجز منطقة 2500 دولار بالنسبة لمشتري الذهب، والتي فيما دونها سوف يتم تحدي أدنى مستويات يوم الجمعة عند منطقة 2485 دولار.
قد يؤدي الكسر المستدام لهذه المنطقة الأخيرة إلى تحفيز انخفاض نحو مقاومة نموذج المثلث المذكور أعلاه التي تحولت إلى دعم عند منطقة 2466 دولار.
الأسئلة الشائعة عن الذهب
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
من يشتري معظم الذهب؟
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.